الورقه الخامسه - إنسان عادى جـداً



من واحة سيوه .. تصوير مدير التصوير : محمود الرفاعى
معالجة الصوره إهداء من : هانى البرعى .. مركز الطاو للمشغولات اليدويه
**
فصل . 1 .
             . عـلاقـــــات .

**
هل نحن مختلفان ؟
.......................
     سؤالٌ ظلَ يراوده .. لكنَها أغمضت عينَاهَا دون أن يعرف الحقيقة ..
***
إبتسامةٌ تحملُ بينَ جنباتِها غداً بات يراه ..
وعيونٌ حدثها .. ثم إبتسما معاً ..
وظل هناك حديثٌ لايكتمل ..
***
إحساسٌ بالرغبةِ لم تحتمله هى ..
وشعورٌ بالأسرِ لم يحتمله هو ..
وسؤالٌ ظل بالعيون يترقرق ..
-      أوَ هل تكونُ أنت ؟ ..
-      أوَ هل أكونُ أنا .. أمْ إنِــاَ مخـتلفان ؟ ..
ومضت دون أن تكتمل ..
لكن عيونِها أثقلتها عند نهاية الممر وسؤالٌ تلحُ فى طلبه ..
-      هتيجى بــكره ..
***

قاهرةُ المحبين 
................
إستقر على كُرسيه فى الحافلة ..
بين ستائر نوافذها بدا وجْهُها متقطعٌ ..
واقفتاً كانت على الرصيف وفى عينيها عشقٌ لم يحياه أبداً معها ..
ودعها بنظرةٍ ثم إعتدل .. وترك الحافلةُ تشق طريقها بعيداً عن القاهرة .. ظل يداعب تذكاراته معها فى وسط البلد .. وقد أدرك أنها تداوم على البحث عن قلب يعرف كيف يعشق اللـه فيها .. وحين بدا لها .. دمرت اللقاء .. وكأنها تنتقم من شىءٍ ما فيها ..
حتى صارت قاهرةً للمحبين ..
***

خــبر
                                          ........
ألقى بكل ماحَوتْه جُيوبه على الطاوله ..
 ظلت تراقبه مبتسمة ..
نظر إليها .. فإستقرت بين راحتيه ..
-      تعـرفى .. أنا أول مـره أخرج كل اللى فـى جيوبى و أرميه بالشكل ده ..
-      مش فاهمه ..
     إحساسٌ إنتابـه بأنـه فـى مسكنهِ .. لكنها صادمته , أجهده إحساسه بالغربة طوال الوقت ..
لم يكن لديه مستقر ..
-      قاومى هدمك لنفسك .. حاولى ترجعى روحك زى ماخلقـها ربنا ..
إنقـذى أرواحنا من الهلاك ..
ظل يتكلم ..
ظلت تداعب حواسه ورغباتها التى لا تنتهى ..
صارا مبتعدان ..
أغلق الباب خلفه لينام وحيداً كما بدأ الحكايه .. 
***

آخـرون
............
كان على أن أتأملك وحدى ..
لكن الأخرين كثرو ..
كان على أن أتاملك وحدك ..
لكن الأخريات كثرو ..
ونظلُ طوالَ الوقتِ ..
مقتربينِ ..
مغتربينِ ..
مبتعدينِ ..
وحنينى للوطن يلتهب ..
وسؤال يظلُ ينقر في صدرى ..
وده يبقى إيه ؟ ..
لو أنَّا قررنا الإقتراب .. ما وقع ..
لو أنَّا قررنا الإبتعاد ..... نزعل .. 
***

إتصال
..........
وكأنما دوائرٌ هى تمنع الوصلَ فيما بينهما ..
العيونٌ التى تريد أن تلتهمُ العالم ..
والعيونٌ التى يلتهمُا العادم ..
كُلٌ منهما ينظر للأخر والتيارات كثيراً ماتمنع ..
لكنهما ظـلا يتماديان فى التجاهل ..
والنسيان ..
والوصل ..
والمارة كثيرون ..
لم يتساءل هو ..
لم تتردد هى ..
وتمادا فى الإتصال.. 
***

كلام فى سره
.............
      كان يتمتم بكلام لم تسمعه قبل أن يسوى فرشته لينام .. كل ماكان هناك أنها تجرفها أحاسيس الشك والقلق .. ثم تغلق عينيها لتنام ..
       وظل طوال الوقت يضمهما ..
طبـقٌ واحد ..
سريرٌ واحد ..
    وعندما مات ظلت  تجرفها أحاسيس القلق والشك أكثر مما مضى قبل أن تسوى فرشتها لتنام .. لانه مات دون أن تعرف بماذا كان يتمتم قبل أن يسوى مرقده لينام ..
***

أوقـــات
.........
تظل معه طوال الوقت ..
يظل معها بعض الوقت ..
وتبادره بأن شعوره بها بارد ..
يحدق فيها ويبتسم ..
يفـتش فيها عن نفسه ..
وينصرف ..
وتظل مع نفسها كل الوقت .. 
***

إثنان
.......
ظل يبحث عن التواصل .. والإكتمال ..
ظلت تكـره الفلسفه ..
دأب هــو على البحث ..
دأبت هـى على الترحال .. 
***

تفاهـــــم
..........
     هل كانـت تعلم أن هذه العيون الواسعه لم يعد لهما ذلك التأثير حتى باتت تحدثه وبين جنبات حديثهـا ..
- إنت فاهمـنى ..
     هل كانت تدرك أنها تفـقده ..
ظلت جالسةً فـى آخـرِ الركن فى ذاتِ الكافيتريا وبين شفـتيها ..
-      أنت لسه بتحبنى ..
 وبين راحتيها أيامهما معاً .. تكاد تسقط على بلاطات الكافيتريا .. تلوكها أقدام المارة والسابله ..
أما هــو ..
فـتح باب الكافيتريا .. لــم ينتظرهــا او ينظر لهـا .. ليرى عيونها وبهما دمعةً متحرجة السقوط .. وذكريات باتـت باهـتة .. 
***

بورتـريـة
........
     كان يعشـقُ عيناهـا حيـنَ تمـوجُ الضحـكهَ فــى شفـتيها لاتثبـت .. لكـنها تحتلُ جميع الجسد المتقـد بالحياه ..
     كانت تعشـقُ فـى الحكاياتِ خواتمها .. وتأملُ فى نهاياتٍ سعيده لمبتدأٍ دغدغَ بعضاً من جوانحها ..
     كان يرى فلسفةً خاصةً فى البدايات ..
كل الحكاياتِ جميلةُ المبتدأ ..
الخَلَّقُ فى المبتدأ ..
الخُلُّقُ فى المبتدأ ..
وعندما صار يتذوق مراراتِ الفلسفة ..
صار يحيا فى الحواديت أوسطها ..
كانت تخرج من قلب الحكايات بأمل ..
كان يرى فلسفةً خاصه فى الحكايات التى باتت لاتشبع رغباتها التى لاتنتهى ..
صـار هـو واحــد ..
وهـى بعضٌ من رماد .. 
***

مبتدأ متأخر
 ............
     كان لايقدم عن نفسهِ شيئاً إلا من خـلالِ أعمالٍ بسيطهٍ وقد أدرك أنها تحملُ قبسٌ من روحه قد يكتشفه عابر وهو بعد لم يكتشفه .. كان يدرك أن لكل منا مرآةٌ فى آخـر ..
لكنه ظل وحيداً ..
     هل كانـت تنقـصه المفـردات التى يعـبر بـها عــن نفــسه .. أم باتَ غــير راغب ؟ ..
إنها السكينة .. لا السكون ..
     ظل يداوم على البقاء لمسافاتٍ من الآخـر لإيمانه أن لكل منا طاقـة .. كمجالٍ مغناطيس .. وكلما أرادنا إقتربنا ..
و التواصل يوصلنا للإتصال ..
فالوصلُ .. وصول ..
والفصلُ .. أُفول ..
     إن النصفَ لو إكتملَ لنصفهِ الآخر فعشق حتى عشق .. لأصبح الواحد والآخرون الآخرون ..
لنرى اللـه فينا ..
إنها نشوة العاشقين ..
المتصلين ..
المتواصلين ..
الواصلين ..
المتوحدين ..
الموحدين ..
المتواحدين ..
الواحدين ..
-      أنا ساعات مابفهمشى كلامك ..
نظر الى عينيها و ابتسم ..
-      أنا ساعات مابفهمنيش .. أنا مش عارف ليه بقولك الكلام ده ..
كان يعلم أنها لاتفهمه ..
كان يأمل أنها ستفهمه ..
     نظـر إليها فأنتفضت قائلهً كلاماً لاتتذكره .. لكنه ترك فى قلبه جرحاً يتذكره ..
نظر فى قهوته ..
حدثها ..
ثم إنصرف .. 
***

الحسـاب
..........
     فـتحت عينيها لم تجدهُ أمامِها .. فقط بعضُ قصاصاتِ الأوراق ومشط كبريت .. بقايا سجائر من نوع مخـتلف ..
العيون الواسعة الجائعة .. والقلب المفعم بالوحشة ..
     لم يكن موجود غير فنجانٍ واحدٍ .. وكوبِ ماءٍ لم يمسسه بشر .. ومنديلٌ ملقىً وكأنه أستخدمَ لمسحِ عيونٍ دامعهٍ .. اوتكسرت ورقاته فى يدٍ منفعله ..
     مازال الكرسى أمامها فى حضنِ الطاوله لم يحركه سائل .. ومازالت تجمع أشياءها إستعداداً للرحيل .. علبة الكبريت .. بقايا ورقات تحدثت عليها .. القلم الاسود .. و تبحث كعادتها عن غطاءه .. ثم تلقى بكل ماحوته كفها داخل الحقيبة .. حتى علبة السجائر الفارغة .. منـديل الورق .. وكأنها تجمع كل مايستدل على أثرها فى المكان .. أشارت للجرسون بالحساب ..
     ظلت عيون الجرسون تراقبها وهو متجه الى الالة الحاسبة .. مد يده الى صاحبه .. وهو يدغدغ ..
-      انا لو أعرف بس هى بتستنى إيه ؟ ..
-      مين دى ؟ ..
-  كل يوم بتيجى هنا تقعد فى نفس المكان تطلب فنجان القهوة والحاجة الساقعة مـع بعض .. تخرج مجموعة أوراقها .. تحطهم قدامها ..ولاتكتب شيئأً ..
-      أه مش البت أم شعر قصير .. ياعم ماتركزشى ..
     نظر إليه الجرسون وإبتسم .. المفروض أنه مايركزشى مع الزباين .. إتجه الى غريبة إلأطوار أم شعر قصير .. لكنها كانت قد غادرت المكان .. طوى الفاتورة ووضعها فى جيبه .. وحدثته نفسه ..
-      هى هتروح فين ؟.. هتيجى بكره ..
 ***

خـطاء بسيـط
                                        .............
     تردد كثيراً قبل أن يرفع سماعة التليفون لتجرى أنامله الى أرقام هاتفها فى رشاقة راقص باليه ..
     زمن مضى وكأن الصدفه أبت أن تتوافق مع رغبته فى رؤيتها .. لم يبادر هو وتركها للظروف .. واليوم  عيد ميلادها .. يكفى أن أقول لها – كل سنة وانت طيبة .. -  حبيت أقولها لك .. بس .. أدى كل الحكاية ..
     خشى على كرامتة من أن تفهم أنها عودةً لها .. لكنه فى الحقيقة نوع من إسترجاع لحظات حلوة مرت بينهما ..
 - لن أطلب منك موعداً .. فقط .. إشتقتُ إليكِ .. أن أقولها لك يوم ميلادكِ .. كل سنة وانت طيبة .. أترك لكِ وردة .. وقصاصات كتبتها عنكِ .. نعم أحب أن تقراءيـها .. طبـعاً يهمـنى رأيـكِ .. لا لاشيىء .. مايهمـنى هو رأيكِ أنتِ .. أيه ؟.. لا .. الحب كلمة قديمة إستنفذت أغراضها معنا ..
     ترك خياله يحلق فى حديثٍ معها - زى زمان - وهو ينتظر الـرد .. مازال هناك جرس على الطرفِ الآخـر .. وأخيراً ..
-      أيوه .. مين معاى؟..
-      هى الأنســـــه .. .. .. .. ..
-      أنسه مين ؟ .. ده محل أكل عيش .. النمره غلط ..
-      أسف ..
أغلق التليفون وإندهش ..
هل أخطأ أرقام هاتفها الذى طالما إتصل به لمدة طويلة ؟ ..
هل غيرت الرقم المعتاد ؟ ..
أسئلةٌ  كثيرة قبل أن يتأكد أنه لم يعد يتذكر الرقم المعتاد .. أخرج قصاصة جديدة .. وكتب ..
" نبلغكم .. بأن الفقيد ماتَ مرتين ..
مرةً فى هواكم ..
ومرةً فى جفاكم ..
فشكراً على عمر الفقيد الذى مات مريتن ..
فعاش مرتين ..
نحيطكم علماً .. بأننا ننساكم "..
وأضاف الى قصاصاته أخرى .. ومضى وهو يدندن أغينة قديمة كانا قد سمعاها معاً ..
***

القاهرة بالليل ..
...................
ظلت تراودة أفكارٌ عن نفسةِ والآخـرين ..
وظل يعاتب نفسة باحثاً عن ورقٍ صغيرٍ بات فى جيوبةِ ..
حتى أمسك بقلمهِ وخط على يده ..
أخطاءتُ ..
أن نزلتُ ..
وتنازلتُ ..
 عن أوراقى التى زاملتنى ألمى وإخـتلافاتى التى لاأعرف مداها ..
ثم صعد العربة وقد قرر أن يجوب شوارع القاهرة ليلاً ..
نظرةٌ أخـيرة قبل الرحيل .. 
***

قهوة بارده
............
قال منفعلاً ..
-      لقد عايشته لمدةٍ قصيرة فعلاً .. لكنها كافيه لكـى أعرف كيف يفكر فى بعض
الأمور .. منها .. إنـه لايمكن أن يفكر بهذه الكيفية لأجل فـتـاة بهـذا السلوك ..
ومضى ..
لم يشرب قهوته التى ألح فى طلبها ..
            لم يترك للآخـر قهوتـه دون إهتزاز قبل أن يغادرالمكان ويرحل دون أن يعرف أنه وإن عايشه مدة طويلة فهـى غير كافية لكى يعرف كيف يفكر صاحبه فى أىٍ من الأمور .. وبأى كيفية سيفكر لأجل شخص بهذا السلوك .. 
***

هو والآخــر
...........
-      على فكره .. هـى بتحبك قوى ..
     قطـع إسترسـاله وقـالها للآخـر الذى يحتل المقعد أمامه فى محل الأكل المعتاد
     ليطمئنه ..
أمـا الآخـر ..
     توقـف عـن المضغ .. أعاد يده بالأكل ثانيتاً الى الصحن .. تجهم وجهة .. كل هـذا دفعـةً واحـدةً وفجـاءة .. ثم قال بتوجس ..
-      أنت قولت لها إيـه عنى ؟ ..
     لم يحتمل هو فهم الآخـر له .. صفق للجرسون  ..
-      لـو سمحـت الحساب ..
ومضـــــى ..
أمـا الآخـــر الذى كان يراقبه الى أن إختفى .. ظل واقفاً عند حدود
هـو قالهـا إيـه عنـى ..
***

غـــربـة
..........
     ألقى بنفسه الى السرير .. أغرق رأسه فى صدرها عله يرى النور .. ادرك أنه لم يصبه العمى .. نظر فى عينيها فقالت ..
-  ياه .. أنا عمرى ماحد حبنى بالشكل ده .. أنا ماأتحبتشى قبل كده .. بحس أنك بتغرق فى وأنت بتبوسنى ..
-      أقتـربى أكـثر حـتى ترى الحقيقة .. وإتركينى أبتعد حتى أدرك أنى أعشقك ..
     ظلت محدقتى تجوب عوالمه كى تستظل بشىء ما .. لتعرف الكل مـن أشيـاء متفرقـة قـد فرقتها الليالى بجنونها ال ....لا .. مسئول ..
     ظلت محدقتى أسفل درج رهيب .. وسؤال يلمـع فى عينيها ..
-      أنت فعلاً بتحبنى ..
***

مشاعر
...........
     لـم أكـن أتصور أن صاحبى ذلك الجلف الذى لم تكن تـشغـله المـشاعـر .. هو نفسه ذلك الشخص الذى حمل باقة ورود رقيقة .. وكتب على بطاقته ..
الكلام أصبح حروف
بيـسقط تـحت أقـدامك
عـــيونـى خــــــدامك
برغـــــــــــم الذاتــــيه الكبـيـره اللــــى فــــى
لوعـــــنى حـــــبك
واليـوم فـى بعــدك
بيـــــــــفـوت سـنــــيـــن
     وقبل أن يرسلها لحبيبته سألنى ..
-      تفتكر الجو ح يصفى ما بينا ..
لم يدرك أنى قد أدركت منه المشاعر .. 
***

أكـلة طعميــة
                                          .......
     لم يدرك أن إقتراحه بأكلة طعمية ساخنة سيقابل بكل هذه الأقتراحات وردود الأفعال ..
الكل لدية رأى ..صائب ..
الكل لدية نفس الرغبة بأكلة طعمية ..
لكن ..
الكل لدية إقتراح .. أو وجهة نظر .. ولدية من المبررات المنطقيه للدفاع عن إقتراحه ..
-      فيه محل فى ميدان التحرير بيعمل طعميه رائعه ..
-      طب ليه ؟ .. مانروح 26  يوليو أحسن ..
-       هو أحنا ح ناخد كل العربيات .. ولا عربيه واحده أحسن ..
-      لو كده بقى .. فيه ورق بتاعى فى عربية يحى .. عايز أخده ..
-      أنا بقول واحد يروح يجيب الطعمية ليه يعنى كلنا نروح ..
-      لا .. إحنا نروح كلنا أحسن ..منها ناكل و نخرج ..
-      كده هناخد العربيات كلها ..
-      لا .. ناخد العربيه الكبيره .. ونسيب الباقى ..
-      ماأنا بقول .. فيه ورق بتاعى فى عربية يحى .. لازم أخده ..
-      طب مين ح يعمل إيه ؟ ..
-      أركب أنت مع علاء .. أنا ح أركب مع يحى .. عايزه فى موضوع ..
-      ده وقت كلام فى مواضيع يامحمد ..
-      وإنتى مالك إنتى ..
-      أنت مالك مقفل كده ليه ؟ ..
-      أنا .. مافيش.. مافيش.. مافيش.. عايز أكل طعمية .. بس ..
-       أمال إحنا بنعمل إيه دلوقتى .. مش بنتفق ..
-      إنتوا بتتناقشوا فى إيه أصلا ؟ ..
-      اللـه .. انت كده اللى بتدمر الإقتراح و هو إقتراحك ..
-      تخليت عنه ..
-      جــرى إيـه ؟ .. أنا تعبـانه .. مش ناقصاكم .. قوموا م الأوضه .. مش واكله ..
-      يوووه  ..
          ومضى وهو يردد .. مش عايز .. مش عايز .. مش عايز .. متجهاً الى اللا معلوم .. نظر كل الموجودين كلاً للآخر وسؤال فى أعينهم ..
   - هو ماله ..
   - ماتقوم تشوف أخوك راح فين ؟ ..
     كـل فى إتجاه يبحث .. وفجاءة وجدوه هناك عنـد المنحى يقف .. فى يده كوز ذرة يقضمة بنهم .. ناظراً للسائرين وكأن شيئاً لم يكن ..
-      بقى إنت واقف بتاكل درة .. وسايبنا هناك وأنت صاحب الإقتراح بتاع طعميه ..
     إرتـد فجاءة وقـد تحول مذاق الذرة فى فمه الى طعميـة .. نظـر الى السيارات المارقة وأشار الى إحداها .. قفز دون أن يترك لقائدها أى فرصة لسؤاله..
     أما الآخـر ..
وقف مذهولاً تحدثه نفسة ..
-      اللـه .. هــو علاء مالـه ؟ .. 
***

بوابات الرحيل
.............
   " يوجد قصيدة للفنان صلاح جاهين بعنوان بوابــــــــات الرحــــيل فالى روحه أهدى هذه القصة  آمل أن تحوذ إعجابـــه فقد تعلمت منه الكثير .. 
والى كل من غادر بلاده لسبب ما وقرر الأ يعود "..
***
أحبها ..وأراد أن يتعلم معها شيئاً من أسفاره فى حكمة اللـه فى خلقه..
كانت تتغذى عليه .. لاتسمعه ..
كان يريـد لها البقاء ..
     ظلت تداوم عـلى إخفاءه .. حـتى صارت مودعـتة لا تعرف عنه إلأ القليل ..
صارت له صلاواته الخاصة فى الحب حتى ظل يداوم على الترحال الى أحضان أوطان ينام فيها آمناً على حبه لها ..
أما هى فصارت قاهرةً للمحبين  ..
نظر فى عينيها وقد إنزلقت يده فى الفضاء من يدها
-      لاتنتظرى منى غداً لك ..
-      ح أستناك ..
   أو هل تعلم مودعته أنها تقتله .. ناظراً الى الفضاء كان وهو يقول ..
-  نفسى لما أعوز حاجه أعملها .. أعملها .. هى مقولة تحوى ألإباحية بين جنباتها .. لكن إنتى عارفــه كويس حدود رغباتى التى فى حدود الحق ..
     كادت تنزلق دمعة من عينيها .. تركها وتسابقت قدماه الى سلم الطائرة .. لم يستمع لرغباتة فى النظر للخلف .. لكنه ظل ساكناً عند سلم الطائرة ..
-      إتفضل حضرتك ..؟.. كل واحد بيسافر بيسيب وراه أحباب .. لكن هى الدنيا كده .. لقاء ووداع .. ترحال وسكون ..
 ظلت مودعته تلوح بيدها ..
-      هستناك ..
 ومضى دون أن يدركا أنه خرج من بوابةٍ كتب عليها بوابات الرحيل ..
***
فصل .. 2 ..
              . ذكريـــــــــات .
                 ........
 إنسان عادى جـداً
  ................
إبتداُ ..
العلاقة بين الحلم والواقع .. كاالعلاقة بين السبابه والوسطى .. فى إقترابهما .. وإبتعادهما .. وإختلافهما ..
ورغم تجاوز الحلم عن الواقع فى التحليق ..
سيظل إنطلاقهما من كف واحد ..
لذا ..
فالخروج حلم ..والمألوف واقع ..
لذا نحن دائما مانخرج عن المألوف ..
لنسن قوانين ..
كى نألفها ..
لنخرج عنها فيما بعد ..
حتى لايموت داخلنا حلم الخروج ..
هو ..
لو أنَهُ يعلمُ مُنتَهاهُ .. لإِسْتَكان ..
كان يعلمُ أن كلَ شىٍء مقدرٌ لهُ .. وقد ظلَ مختفياً عليه ..
ليدركَ معنى الفرحة .. والغضب ..
الصدمة .. والصدام ..
هى الحكمةُ التى لم يكن يدركُها لو علمَ كلُ ما قد علمَ فى أيامهِ والآخـرين ..
قد تكون فلسفة ذاتية .. لأشياءٍ تبدو أنية ..لكنها أزلية الحقيقة ..
أدركَ أنه يعلمُ بعضاً منها ..
فعشقَ جلوسُ الركن ..
وتأمل الساكن والمتحرك ..
فعشِقَتُه الآحرفُ والمدات ..
 وتداخل صوته فى الناس ..
ليصبح له العامة ..
والآخرون الرماد .. 
***

الخلق
.........
     هل كانت نقمة أم نعمة هذه الرغبة التى كادت تمتلكة .. كان لا يعلم ..
فلقد كان يحب الخلق ..
     عندما كان صبـياً كثـيراً ما صنع العرائس وحطمها .. وعندما أدركه التكوين .. وأصبحت لدية الرغبة .. فَرَّقَ نفسه بين الناس .. وحاول حتى أصبحَ قادراً ..
     وعندما أحب .. أراد أن يغير بعضاً منها ..
أحبته فتغيرت ..
تركها ليبحث عن آخـر ليغيره دون أن يعلم ..
 أن هناك من أحبه ..
لكنه لم يحب الإ الخلق ..
***

إليك ..
..........
إليك أيها الآخـر ..
نظرتنى .. فلم أبصرك ..
حدثتنى .. ولم أسمعك ..
لأنى لم أرى إلأ نفسى ..
أحببتك ..
فعلمت أنك منى ..وأنا منك ..
فرأيتك وإن لم أكن أبصرك ..
أبصرتك .. فأبصرت بعينيك الأفق ..
ورأيت اللـه فينا ..
وعرفتك ..
فعرفت نفسى ..
***

صدفة
.........
لم يقصد أبداً أن يكتب أيامه ..
لم ينوى يوماً أن يحكى عن نفسه .. أو كل الأشياء العالقة بذهنه .. طيبةً كانت أم خبيثة .. لم يكن يوما يفكر فى صنع تاريخا له ..
فقط كان يداعب أفكاره ..
فأحب الحكمـه .. 
***

مطارده
........
     إحساس لايمكن تجاهله بالمطارده كان يتملكه .. ظل مراَقَبَاً طوال الوقت .. وظل الوقت يغتال إنطلاقه .. تحليقه .. حريته .. وظل يراوده إحساس يلح فى قبوله بالغربة فى البلدة التى يحياها .. لم يعد يشعر بملكيته لها .. أطرق بنظره الى صاحبه وقال ..
-  هذه ليست سوى إمراءةٌ شيطانية تغتصب خصوصيتنا ولأتمل من ممارسة الفجور مع أبناء الطريق .. عاهرة نحيا معها ..
ومضى وفى قلبه أغنية حزينه .. وعينه لم يعد لهما ذلك البريق..
***

سيـناريـو
                                          ..........
" وكأنه مبعوثٌ من الرحمنِ أتـى برسالهٍ له "
رددها داخله وإبتسم .. ثم مضى الى طريقه فى مشاكله اليوميه ..
*
     مخنوق م اللى بيحصل له فى الدنيا .. فقرر النزول للذهاب لصديق له لقتل بعض الوقت الذى أثقله الهموم ..أستقبله صديقه فى حجرةٍ ملقاةٌ على سطح منزله الملقى وسط كومةِ منازل ملقاةٌ على هامشِ العاصمة ..
- طب أنزل أعمل كبايتين شاى تحت فى الشقه ..
  إختفى الصديق داخل شقته .. وصوتٌ على سلالم المنزل يصعد ..
- أنت فين يانجم .. ؟
شخصٌ ما دخل الغرفه ..
شخصٌ ما لايعرفه ..
-      أمال فين النجم .. ؟
-      نزل يعمل شاى ..
     وجلس دون إستأذان .. وكأنه من أهل المكان ..
     صعد النجم الصديق حاملاً صينه عليها ثلاثةُ أكواب .. كل منا أخذ كوبه وتبادلنا حديث على الفور .. وكأنه يرد على تساؤلاتٍ دارت فـى خلدهِ ويحملها داخـله وحده ..
-      مش عندى حق ياأستاذ ..
     ممكن فعلاً يكون عنده حق .. كلامه يحمل كثيراً من الأجوبه لأسئله ظلت تراوده .. وظل مندهشاً مما يجرى ..
     هل الصدفة وحدها هى التى جمعت هذا اللقاء .. وجاءت بهذا الشخص الذى ربما لن يراه مرة أخرى .. ليقول كلاماً يرد على تساؤلاته التى لاتنتهى .. أم أن القدر وحده هو من دبر هذا اللقاء ..
     سيناريو قدرى .. كانت تراوده بعض الأتجاهات قبل أن تقوده رغبتة فى الذهاب لصديقه هذا.. وفى هذا الوقت بالتحديد .. ليسمع هذا الكلام ..
-      اللهم قد بلغت .. اللهم فأشهد ..
أخر كلام سمعه من هذا الشخص قبل أن يغادر المكان ويمضى ..
أما هو فَعَلَتْ وجهه إبتسامةٌ آمنه .. وهو يردد ..
-      سبحان الذى خلق من أنفسنا .. رسلاً لأنفسنا .. ليظل وتراً مشدوداً بين الأصل وشزراته .. 
***

عبد الـله فرغلى
                                             .....
     فكرنى وهو عمال يبص لى ومركز قوى فى ملامحى بعبد اللـه فرغلى لما كان بيمثل خبير فى أصول العائلات مع فؤاد المهندس .. حسيت إنه حيقولى كل أسرارى ..هيبدرها قدامى فجأءه .. مافكرتش للحظة إنه حيسألنى عن موقف الأتوبيس ..

***

كلٌ مقدر لما خلق له
                                      ................  
     لما نزلت م الميكروباص عشان الست اللى جانبى كانت عايزه تنزل الجيزه ..
 قام شخص وقعد بسرعة مكانى .. بصيت له وقعدت مكانه .. وخلاص ..
لكنه فضل يتأسف ويقدم مبررات إتخنقت منها .. ومنه ..
-  أنا مش متضايق .. أنت ماقعدتش مكانى .. اللى أنا قاعد فيه ده مكانى .. ده المكان اللى مـقدر لى أقـعد فـيه .. مـش مـكتوب لى أكـمل المـشوار وأنـا قـاعد فى المكان التانى .. إسكت بقى ..
  بص لى و أنا سامعه من جواه بيقول – لاحول ولاقوة إلأ باللـه – ونزل أول ماالميكروباص وقـف وفتح بابه .. متهىء لى إنه مانزلشى فى الحته اللى كان عايز ينزل فيها .. أصله فضل واقف على الرصيف وهو باصص على الميكروباص .. متهىء لى إنه كان بيبص على .. أنا كنت حاسس عينه كأنى شايفها .. 
***   

فيلم سينما
                                          .......
     كنت لسه بتعدل عشان أهىء نفسى للفرجه على الفيلم بعد الأعلانات , وفجاءة دار حوار بين إتين , واحد قاعد على يمينى والتانى على شمالى .. إتهىء لى إنهم أصحاب ..
-      إتفضل حضرتك إقعد جنب صاحبك ..
     أنا قلت يقعدوا جنب بعض .. بص لى بصة واحد خبير بكل الحاجات .. ده اللى على شمالى وقال لى ..
-  لا .. إحنا مش أصحاب .. بس أنا عندى القدره إنى أتعرف على أى حد .. وبسرعه .. ولسه حيتكلم .. قلت أنهى الحوار قبل مايفتح فى حديث عن قدراته الخارقه فى حاجات تانيه ..
-      كل الناس عندها نفس القدره .. بس إنت اللى مبسوط بيها شويه ..
     بص لـى , كنت حاسـس عينيه بتلسعنى فـى وشى, كان عايز يقولى حاجات كتير .. بس إنقطع الحديث ..
 وإتفرجت أنا ع الفيلم .. بس اللى ضايقنى إنه فضل ساكت طول الوقت كأنى دوست على زرار وقفت له الكلام .. حاولت أتكلم معاه بعد الفيلم ماخلص .. كان بيقصر وكأنه نسى الكلام من أساسه ..كان نفسى أعتذر له .. أصل كنت عاوز أتفرج ع الفيلم وبعدين نتكلم .. وفضل طول اليوم معايا .. عمال أفكر .. هو مافهمنيش .. ولا أنا اللى كنت أنانى وفكرت فى نفسى بس ..   
***

متهىء لى
  ..........
     الإحساس بالغربه والناس حواليك .. أبشع من الإحساس بالرعب وأنت لوحدك .. ممكن يوصلك لفكرة الإنتحار .. يبقى الموت بالنسبة لك عبارة عن حل .. أو أمنيه .. إنك تروح لحياة تانيه .. إحتمال تبقى أفضل من حياتك  وسط الناس اللى بينك وبينهم غربه وهما حواليك ..
     رغبتك فى الحياة .. ولا إيمانك باللـه هو اللى مانعك من عدم مواصلة الحياة .. ؟ ..
ماأعرفش ..
     طب هى فكرة الموت حل .. ولا مواجهة ألإحساس ده هو الحل .. ؟ ..
متهىء لى ..
يمكن ..
إحتمال ..
على ماأظن ..
أعتقد .. 
***

فـلان
                                           ......
    - إسـمى محمـد عـسكر ..
نظر الىَّ الآخـر الجالس جانبى نظرة تحمل كثيراً من السخرية وقال لى ..
-      ومالك بتقوله بالشكل ده .. ده على أساس إنك مشهور ..
-  لا .. ده على أساس إنى مجهول .. لو مشهور .. مش ح أحتاج أقوله من بابه .. مش كده برضوا ..
توقفت الكلمات فى حلقه , و تراجعت نظرته وعادت الىَّ بنظرة خجل ولم ينطق إلأ ..
-      أه .. أه ..
ثم عادت إليه نظرة التعالى ومضى يحدث رفيقته قائلاً ..
-      هو بيتكلم كده ليه .. ؟ هو فاكر نفسه مين .. ؟ ..
***

الحاجه والعوز
................
عندما أجلس بالساعات أحاول الكتابه فلا تأتنى الكلمات ..
يباعد بينى وبين أفكارى الحاجه والعوز ..
تهرب منى الأفكار ..
تظل تراوغنى .. وتهرب منى متطلباتى الدنيويه ..
أظل ألعن الحاجه والعوز ..
***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق