الورقه السادسه - حوارية شاب مشاكس مع شيخه


الاوله بسم اللـه
...........
العلاقةُ بينَ الحلم والواقع ..
كالعلاقة بين السبابة والوسطى ..
فى أقترَابِهُمَا ..
وإبتعادِهُمَا ..
وإختلاَفِهُمَا ..
ورغمَ تجاوز الحلم عن الواقع فى التحليق ..
سيظلُ إنطلاَقِهُمَا من كفٍ واحدٍ ..
**
ولأن الخروج حلم .. والمألوف واقع ..
فنحن دائماً مانخرج عن المألوفِ للوصولِ للتحرر ..
لكننَا سرعان مانسنَ قوانينٌ ..
 كى نألفها ..
لنخرج عنها فيما بعد ..
حتى لايموت داخلنا حلم الخروج ..
***

اليــــــــوم الأول
تأملات
..........
     وقتٌ مضى .. ومازال هو راكناً يقلبُ فى رأسهِ كلماتُ شيخه ..
لم يعارضه ..
لم يوافقه ..
لم يسأل ..
لكنه أخذ يردد ..
-      اللهم ألعن عصى التدريس ..
     فكلما أدرك أن فرائسه ترتعد عندما يجلس فـى حـضرةِ أحـد أساتذته .. يلـعن عصى التدريس .. لقد تردد فى حضرةِ شيخه .. كان يريدُ أن يسأل ومانعته نفسه ..
     قام على فوره صوب معلمه .. و قد قرر أن يسأله فيما يتردد داخله .. كان شيخه جالساً لشابٍ يسأله .. إقترب من حضرتهِ .. و كان الشاب يسأل ..
-      أهوى المعرفة ياشيخى ..
-      لا معرفة لمن تتملكه عواطفه كى يعرف ..
-      لما .. وقد أحب .. ؟.
-      هذا لأنها هوى .. وقـد تصبح هـى الطاقـة المحركة لأفعاله .. فـتمتلكه .. ليصبح أشباه نفسٍ ..
     كان هو مازال واقفاً يقلب أوراقه .. إستاذن .. فأذن له .. وقال ..
-      والأصوب ياشيخى ..
-      القوى من أمسك بها .. يحركها كيفما شاء .. لا من أمسكت به ..
-      وإن كان قوياً ولم يمسك ؟ ..
-  وقع فى الإنفلات .. والإنفلات هـوةٌ سحيقة .. كأنما دوائر هى .. كلما لامست خصرها .. أوقعتك فى دائرةٍ أكبر ..
     تدخل الشاب متعجلا وقال ..
-      ولكنى قد تتملكنى عواطفى فى أن أعرف ..
-      لاتعطى المعارف إلا لمن قوىَّ عليها .. والقوى من قوىَّ على نفسه ..
     بسط الشيخ يده فجلس و قال ..
-      لدى سؤال ياشيخى ..
-      أسأل ..
-       هل الأصل هو الإنفلات ..أم القوامة ..
-  الأصل هو الإتزان لا الإهتزاز .. والإنفلات هزة .. لـهذا فالقوامة هى الأصل .. لأنها الأثبـت .. وكلما أدركنا كيف نقوم الإنفلات .. كلما إقتربنا من الأصل ..
-  لكن ياشيخنا الوصول للثبات يأتى بعد هزة .. إن الأشياء تأتى مهتزة .. ثم يأتى الثبات بعد ذلك .. لأن الفطرة هى السؤال .. لا التصديق .. والسؤال هزة .. والتصديق ثبات .. وهذا البناء للأشياء من شأنه تثبيت العقل .. وإستواء الروح .. لأن السؤال نهايته الإستواء .. والأقوم من يفعل الأشياء وفق أصلها ..
تأمل شيخه كلماته حتى إبتسم وقال ..
-      الحقيقة ما قلتها أيها الشاب .. لقد دفعنى الإنفعال الى الخـطأ فـى حـديثى مـع هذا الشاب  ..
نظر الشيخ الى مجالسيه الذين ينظرون اليه فى دهشة لأخطاء المعلم الذى قال ..
-      العاقل من وقف على أخطاء نفسه وإن مانعته ..
قال أحدهم ..
-      أو هل تمانعنا أنفسنا ياشيخ ..
-      طبعاً .. وأى ممانعة .. إنها تمانعنا وتغرينا ..
-      كيف ياشيخنا ..
-  إن الله ماخلق كل الموجودات إلأ ليعبدوه .. وخلق العقل ليكون عوناً لبنى أدم على عبادته لله تعالى .. ومن عبادتنا للخالق فهمنا للمخلوق .. أنفسنا .. حتى نقومها لتعبد الله بنية العبادة للعبادة فقط .. ولكى نعبد الله العبادة الخالصة للعبادة ..لابد أولاً أن نعرف حقيقة الأشياء .. حقيقة العبادة .. لا حقيقة المعبود .. حقيقة العابد .. وحقيقة الموجودات .. الأحاسيس منها والمعانى .. وبحثنا هذا بعقلنا المحدود .. ولو علمنا المعانى .. سنعلم أصل المعانى .. وكلما أحطنا علماً بحقيقة الأشياء .. كلما أحطنا علماً برب هذه الأشياء .. نحن نحاول بعقلنا المحدود بحثنا فى اللا محدود ..
     ذهب هو الى كيفية محاولات البشر فى محاولة الوعى لللا محدود بعقولنا المحدوده .. أو هل يمكن بشىء محدود الإحاطة بأللا محدود .. كان معلمه يرى أن هذا ممكن .. بأن نعلم اللا محدود ولاندركه .. أننا ندرك الأحساس ولانحيطه علماً .. وطريقنا الى الكل محفوف بالمغريات التى دائما ماتموه على حقيقة الأشياء .. لتوهمـنا أنـنا بـهذا قـد وصلنا .. ولأن النفس مفرد .. والروح مفرد أخر .. فالعقل دائم التحرك فيما بينهما .. فالنفس أصـل الهوى .. والروح أصل كل الأشياء ..  والعقل يركن إلى أحدهما .. فيثبت .. أو لايثبت .. ويظل هائماً فى بحثه عن حقيقة الأشياء.. والنفس ألوانها زاهــية .. أما الروح فألوانها بارده .. و الحـــقيقة .. ألوانها من أصل الأشياء .. و قــد تختفى ولايراها العقل .. فالنفس دائمة التـمويه عـلى حقـيقة الأشـياء فـلا يـراها العـقل .. أو يضل ويفهم أنه بهذا قد وصل .. ولاتوجد حقيقة كامله .. إلأ الله .. وإذا كان بحثنا مراده الحق .. ومرده للحق.. فمن الحق الوقوف على أخطاء نفسك وإن مانعتك أو إمتنعت ..
     قام وترك شيخه بعد أن إستأذن ونفسه قد إستقرت.. ومضى بعد أن أغلق الباب خلفه ..  
***

اليــــــــــــــــوم الثانـــــــى
النشوة المطلقة " التخلـــى "
...........
دفعنى العشق ..فتسألت ..
وداومت ..
حتى تخليت عن عوالقى فدخلت ..
ورأيت ..
 وتخيلت أنى بهذا قد وصلت ..
ولم أخرج بغير مادخلت ..
وهو السؤال ..
حتى بت معتقداً إننا لم نوجد فى هذه الدنيا
إلا لنبحث ..
حتى يظل وتراً مشدود بينى وبين الرغبة فى المعرفة ..
الرغبة فى الحياة ..
وتراً مشدوداً بينى وبين الحياة ..
الإله ..
حتى أرى الوضوح ..
أدركه ..
أشعر أنى قادراً على الملامسة ..
فتتملكنى القدرة المطلقة ..
وأدرك نشوة الوصول ..
فهى النشوة المطلقة ..
      نحـى أوراقــــــــــه جانبــاً .. وعــــــــيناه بــــهما ذات الســـــــؤال ..
ترى هل تجاوزت .. ؟ ..
***
اليـــــــــــــوم الثالث
فى الخلق
..........
     وكأنما هو درسٌ من دروسِ المحيط .. فكلما إلتصقتُ بالأرض .. كلما صادمَتَك الموانع .. لتصبحُ حواسك أقلُ نقاءاً ..
فالرؤيه .. تحُدها الجدران ..
والسمع .. تصُمه الضوضاء ..
واللمس غيرُ حقيقىِ ..
     فالأتربهُ تعلو الأسطح لتصبح حائـلاً بينك وبين ماتلمسه ليصبحَ الملمس كاذب .. وكلما صعدت لأعلى .. كلما وجدتَ النقاء ..
السمعُ صافٍ ..
البصرُ معك لاحدود ..
واللمسُ صادق ..
والغرائزُ للوراء ..يَكْفِيِــكْ القليل ..
     ولتعرف أن مصدر النقاء فى الأعالى .. وكلما إبتعدت صادمتك الملوثات ..
     مازال هو سابحاً فى تأملاته فيما يفعله شيخه وسؤالٌ يراوده .. تُرى لماذا يهوى شيخنا جلوس السطح ..
     صعد درج السلم حتى وصل لشيخه الذى بادره على الفور ..
-  كلما إرتفعت كلما وجدت النقاء .. فعَلِمته حتى عَلِمته فعَلَمْتَه.. إنه النقاء ما أبحث عنه .. هل أجبتك عما يدور فى خلدك ..
     كيف قرأ الشيخ أفكاره مع نفسه ..
-      هل تأملت السحب يوماً ما ياولدى ..
    لم يدرك الشاب مأرب شيخه .. فكثيراً ماصـادمته كلـماتة .. فأوقفته ..قد يرتج .. لكنها توخزه .. فتوقظه .. ويسأل نفسه ليعرف .. فلو تأمل السحـب لوجـده متدرجٌ مـن شُلةٍ بيضاء ناصعةٍ .. الى قاتمة سواد .. ولعرفت أن من إشتدت قتامته وسواده هو من إقترب من الأرض لإمتلآه بالماء .. وكأنما الدنيا قد لوثته .. فسودته .. فأثقلته .. فحان السقوط ..
     أدرك الشاب السؤال فإبتسم .. وإبتسم شيخه معه .. وقال ..
-      إن اللـه يحب أدم حباً كثيراً ..
-      لما ياشيخنا ..
-      لأنه عندما عاقبه .. أنزله الأرض .. الدنيا .. والعقاب على قدر الحب ..
-      وجهة نظر ..
     مد الشيخ يده .. إرتج خيال الشاب حتى تمزق .. ودفع بأوراقه للشيخ .. وقلبه يرتجف .. وعيناه تعلقت بيد الشيخ وهى تعود للأخرى لتقلب الأوراق ..
كان الشيخ يقراء بعينين محايدتين لا لون لهما ..
كان الشاب يأمل فى ألا يراجعه شيخه فى أوراقه دون تعديل ..
     شىء ما أوقف الشيخ عـن مواصلة القراءة .. شىء ما جذب عينيه المحايده .. شىء ما أربك الشاب .. نظر الشيخ فى عين الشاب وهو يعيد عليه ما جذب إنتباهه ..
-  ماأخـتص اللـه لنفسه من الصفات التى أعلمنا إياها من شىء.. كيف ؟.. وكيف تقول إن الإنسـان طالما فى حاجة .. فهو دائماً فى خلق .. ألم يختص اللـه لنفسه صفة الخالق .. أو هل تشاركه صفاته ؟..
-  ألم يقل اللـه جل علاه .. إنى جاعلٌ فى الأرض خليفة ..
   أو هل يخلف على الأرض من لايقوى عليها ..
   وكيف يمد اللـه خليفته إلأ من ذاته .. فقوة الخليفة من قوة من أخلفه ..
-      كيف إذن يكون الإنسان فى خلق ..
-  إن اللـه خلقنا وخلق فينا صفات كثيرة .. ودعانا للبحث عنها فينا .. فقد أورد تعالى فى كتابه دعوات مباشره الى التأمل ..والنظر .. والسمع .. والتفقه .. والتعقل .. وكل هذه مسالك للبحث .. إننا ندرك صفات اللـه من إدركنا لها فينا .. وكلما بحثنا وصلنا لصفات أخرى .. كى نحيط به علماً .. ولكى ندرك قوانا التى سنقوى بها على الأرض .. فهو مصدر كل الموجودات ..
-      لكن الخلق صفة وقدرة لم تكن إلأ لذاته وجلاله ..
-  إنه المصدر ونحن شذراته .. والخلق يبدء بفكرة .. وكلٌ حسب درجة وصوله .. قـال تعـالى " تبارك اللـه أحسن الخالقين " .. وأحسن تعطى التعدد .. ومعاذ اللـه أن يكون مع اللـه أنداداً .. فالمقصود نحن إذن ..
-      أنت تمشى ياولدى وسط أشواك غير منتعل شىء ..
-      علمك الذى علمتنى إياه ياشيخنا هو من ينير لى الطريق ..
-      إن إدراكك لخلافتك هذه لها حساب يوم الحساب ..
-      أو هل ترى أنى قد تجاوزت ..
-  أنت وماتصبو إليه .. فهذا شأنك مع من أخلفك .. أما الظاهر للظاهر .. فهى علاقة خاصة لايعلمها إلأ طرفيها .. اللـه يعلمها جميعها .. وأنت تعلم نصفها الخاص بك فقط .. و أنا لم أشق عما بصدرك .. فالعالم إذن هو اللــه ..
     ومضى وهـو يردد فـى نفسه اللهم إهدنى طريـقاً لا أتـجاوز فيه مع جلال سلطانك وعظيم شانك ..
***

اليـــــــــــوم الـرابــــع 
ثم نام مطمئناً " التحـــلى "
.............
     كان القلم يجرى على الأوراق فى أى وقت مضى .. ولم يكن يعلم .. وحين أراد أن يكتب .. حاوره المعنى .. حـتى خـرج ليأتـى بلفافـات تبغ باتت تخنقه .. فقابله شخصٌ ذو حاجـة تفـترش بضاعـته الرصـيف وبـها طلـبه .. لكـنه إســتاء الـرجل ومانـعته نفسه .. وتردد ..ومضى ..
     لكنه حاوره عقله فتأمل .. ثم عاد ليكونَ سبباً فى رزقه .. ومضى آمناً ..
     فحدثه ربه أن عاوده لكى تستزيد .. فإشـترى بعضاً من المجلات والحلوى .. وعاد الى خلوته لتنساب الكلمات ..
ثم نام مطمئناً ..
***
اليوم الخامس
كلنا عارفون وكلنا جهله ..
...................

الشوارع التى طالما كنت أحادثها وتحادثنى ..
أفكار تباغتنى ..
أفكار تراوغنى ..
وأفكار تتردد ..
     لم تعد لديها غير الشكوى و التنديد ..لكننى مازلت أشعر بمتعةٍ شديدهٍ وأنا أجوبُ شوارعَ القاهرة ليلاً .. هى اللحظهُ الوحيده التى تُشعرنىِ بمِلَكِيَتِىِ لها .. رغمَ أن كل من حولى يشعرون بنفسِ الأحساس .. لكن لايوجد أى صدامات أو أى إعتراض .. الشوارع ملكٌ لكلِ البشر .. لكن أفكارىِ ملكٌ لى وحدى ..
*
     أحياناً كنت بفضل قاعد بالساعات مش عارف أحط القلم ع الورقه .. مافيش فى دماغى بتعريفه كلام .. بيضا .. يمكن الصفحه البيضا فيها شىء .. لون أبيض على الأقل .. إنما دماغى بتبقى مافيهاش حاجه خالص .. بتنش .. فراغ .. حتى الفراغ ده شخصيه وله حيز .. وجود .. إنما دماغى بتبقى مافيهاش حاجه .. حالة صعبه ببقى فيها بعيد عنك .. وساعات ببقى عامل زى البرابنط .. بستميت لسان .. أروح رازع خمس ست صفحات فى قاعده واحده .. وأحس أنى ولا أحسن فيلسوف عمال بكتب خبرة سنين الناس .. بس الحقيقة إنى بتملَّى .. متهىء لى الأنا هى اللى مانعنى إنى أعترف إنى بتملى وبقول كأنى .. والحقيقه إنى بتملى .. أو بنقل .. عشان ماحدش يتهمنى بإنى بدعى أنه وحى معاذ الله .. لأنه نقل فعلاً .. بنقل وجهة نظر إكتشفتها فى .. ناس .. أحاسيس .. مواقف .. 
فالافكار هبات ..
لاتمنح إلأ لمن أخلص لصاحبها ..
فتأتيه طواعية ..
     بس بيفضل سؤال فى دماغى مش عارف له أى إجابه .. أو مش متأكد من أى أجابه .. هل التساءلات اللى فى دماغى عن الموجود والموجودات والكون ده كله .. واجبه .. ولا مش واجبه .. وإن كانت مـش واجبه.. أيه اللى بيجبها فى دماغى .. الشيطان وكده .. متهىء لى أنها حاجه تانيه ..
***
لماذا تأتى هذه التساؤلات الى عقولنا  .؟
***
     فى مره كنت قاعد بتكلم مع صاحبى الذى عذبته معى فى تساؤلاتـى التـى لا تنتهى ..
-      متهـىء لـى إن البدايـات المنطقـيه للأشـياء كده ..
-      كده أزاى يعنى ..
    - الفكره تأتى أولاً .. ـ فكرة الوجود ـ .. ثم يتبعها إرادة التصنيع .. ـ 
      تصنيع الفكره ـ .. فالتأهل للقيام بعملية التصنيع .. ثم عملية التصنيع .. ـ
     الخلق ـ .. ثم إعطاء الأمــر بالحركه .. وتأتى بعد ذلك إدارة هــذه
    الصنيعه .. وفى النهايه نهايتها ..
     فلو سلمنا بهذا التسلسل .. وهم سبع مراحل لقصة الخلق .. والذى يعطينا أن الكون ظل ساكناً الى أن أعطى الله الأمر بالحركة ..
فالكون فى حركة دائمــة ..
لايـوجد ساكن ..
الكل غير ثابت ..
     لكن إيحاءات الثبات مختلفة بإختـلاف سرعـة حركـة هذه الذرات وتكوينها الذرى .. لذا فقد يبدو الحديد أكثر ثباتاً من القماش .. والحقيقة ..
الكل فـى حركـة ..
الكل غير ثابت ..
-  يعـنى إيـه .. أنا ممـكن أدخـل إيدى فى الحيطه دى أطلعها من الناحية التانيه .. ماهى ذرات بقى و متحركه .. كل اللى هعمله أنى أزيح ذره كده وذره كده وأعدى ..
-      ياراجل .. أنت لازم الأول تفك تـرابط هـذه الذرات حـتى تأمرها بالحركه ..
-      أستغفر الله العلى العظيم .. ياعم أنت ماتقولشى كده .. الأمـر لله وحده ..
-      أجعل يقينك يمينك .. والنور فى قلبك دليل ..
-      أعمل لى فيها مجذوب بقى .. مش فاهم ..
-  أليس الله من جعل الإنسان خليفته فى الأرض .. وللخليفة صلاحيات لخلافته هذه .. وكلٌ لما خلق له ..
-      أنت بتتكلم زى مايكون ..... أستغفر الله العظيم .. أنا مش عايز أقول كافر .. أو مجنون ..
-      إن الله يغفر الذنوب جميعاً إلأ الإشراك به ..
-      وكلامك ده فيه أيه ؟.. سكر ..
-      كلامى كله فى خلافة الأنسان على الأرض .. ماهيتها ..
-      قصدك أيه بالخلافـــه ..
-  خـلافـة العالم فـى علمـه .. وخـلافـة الباحث فى بحثه .. والكاتب فيما يكتب .. وخلافة الكـل فـى علاقة الأنسان بأخيه ألإنسان .. وخـلافـتة عـلى إستخدامه للأرض وماحوت وماعليها ..
-      مش بقولك ..
     وإنتفض صاحبى ..
-      أنـت مالك أنـت ومال الكـتابه أصلاً بقى .. انـت مش مخرج ..
     عمرى ماكان عندى رد .. لم يتبادر لذهنى ذلك السؤال حتى تكون لدى إجابة جاهـزه .. دائما يقـولون ـ تعلم القراءة والكتابة ـ .. كنت دائماً أسمعها بنفس الجرس " الموسيقى " اللى فى كلام زى .. الأكل والشرب .. الشهيق والزفير .. هى نفسهـا الموسيقى اللى فى القرايه والكتابة .. القراءة زى  الشهيق .. والكتابة زى الزفيـر .. وأنا من ساعة ماأتعلمت الشهيق والزفير .. ماأعرفش أعمل غير كده ..
     أول حاجه شفتها فى بيتنا أوراق أبويا وأقلامه .. هو بيشتغل حاجه تانيه غير أهتمامه بالكتابه .. إتهىء لى أن الإنسان لازم يبقى له أوراقه وأقلامه اللى بيكتب فيها كل ما بيسترعى إنتاهه .. وبيخلق جواه تساؤلات .. زى مثلاً نهاية الكون ده هتبقى إزاى ..
-      يعنى إيه ..؟
-  أقصد إن الكـون ممكن يكون نهايته إزاى .. إنفجارمهول مثلاً .. أو ينشفط لمركز الأرض .. أنا شخصياً ميال للتصور ده .. يمكن عشان الكون بدايته ذرة .. يبقى كل اللى عليه هيدخل مركز الذره الأم .. ويتلاشى كل شىء .. وتخلص الحكايه ..
-      ياسلام .. أمال حنتحاسب فين وإزاى .. ؟ ..
-      أنت مش مؤمن بفكرة الجنة والنار والحساب ..
-      طبعاً ..
-  لكن أنت تعرف بالضبط ح تتم إزاى .. أو فين .. كل اللى نعرفه مجرد تصورات بسيطة بدماغ بشرية بسيطة عن طريق كل مانقل لنا من معارف دينية ودنيوية .. وتفسيرية .. لكن هل أنت موقن إن الحساب هيبقى فين بالضبط .. أو الجنة فين .. أو النار فين ..
-      مش عارف ..
-      ولا أنا .. كلها محض تصورات ..
-      بس كلامك بيقول أنك عارف حاجات ..
-      كلنا عارفون وكلنا جهلة ..
     وقعدت بالساعات أقنعه بعد كده أنه مايجريش ورا تصوراتى دى .. ماأنا ماأعرفشى هيجرى بالتصورات دى لفين .. وفى يوم كنت عند السيده نفيسه .. و لقيته واقف قدام المقام يسألها الهداية لى .. وبأن تكون واسطة خير فى غفران الله لى .. تخيل .. مجنون ده ولا ايه ؟.. فلا يطلب المدد .. الا من صاحب المدد ..
*

هناك 3 تعليقات:

  1. رغم ان كلامك منطقى لكن هناك داخلى تراثى يشعرنى بالخوف من مجاراته أعلم انه لايطلب المدد الإ من الله ولكن اولياء الله الصالحين هم واسطه لنا .. اتمنى ان اصل الى ان تكون علاقتى بالله ..مثلك لاواسطه بيننا .. سؤالك فى القصص ترى هل تجاوزت .. أعتقد انه لايوجد تجاوز فى كلامك .. وفقك الله ..

    ردحذف
  2. إن بعض رجالات الدين على مر العصور جعلوا العلاقه بين الله وبنى البشر تقوم على شيئين أولهما الترهيب و ثانيهما الترغيب .. فأنت تخاف من غضب الله أولأ وتأمل رضاءه وهذا التصور جعل الناس تخاف مناقشه ذات الله .. ولكنى أؤمن أن العلاقه بينى وبين الله تقوم أساسا على الحب وللمحب متعة فى ذكر المحبوب .. فأنا أحب الله وأجله وأحب أن أؤمن به عن تأمل وليس عن طريق التسلم بكلام الأوائل .. انا أؤمن بالقاعدة التى تقول إعرف محبوبك كاملأ تحبه كاملا .. وعندما تحب الله كاملا تخشى غضب محبوبك منك وتحب رضاءه دائما.. هذا مايحكم علاقتى بالله .. أما بالبسبه لأولياء الله الصالحين هم المنارة لنا ولكن لا توجد بينى وبينه واسطه .. أن أولياء الله الصالحين كل منهم له طريقه الى الله .. وكل واحد منا يختار طريقا الى الله .. فالطرق الى الله بعدد نفوس الخلائق .. فلا يوجد عدة طرق هى كل الطرق الى الله و نحن فى هذه الأيام تلهينا متطلباتنا الدنيا وصخب العيش وهى كثيره ياأخى .. وكثيرا ما قولت لكل إنسان يسألنى هل أنت متصوف .. أنا مابينى وبين التصوف دنيا .. فالتصوف كما أراه هو عشق لله تعالى ولكل مخلقاته تعالى لأ فرق بين أحد لدينه أو لعرقه ..

    ردحذف
  3. كتابات فلسفيه جدا استاذ محمد ..

    ردحذف